أنين الناي
عدد الرسائل : 168 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 06/01/2008
| موضوع: معجزة الخلود للشاعر محمود جبر الخميس يناير 10, 2008 9:36 am | |
| للشاعر / محمود جبر
سَلُ كل من نظم البيان جُمانا سَل "قَس" ساعِدةٍ وسل سَحْبانا
وَسًلٍ الوليد مُعانداً ومكابراً ماذا دهاء فلم يُحسر تبٍيانا
ما كان هذا من حديثٍ يُفترى كلاّ ولا شِعراً سما أوزانا
هو مُغدِق هو مُثْمر هو مُعجزٌ سبحان من قد أنزل الفرقانا
حسبي بأقيال البلاغة كلَّهم خفضوا رُؤسهمو له إذعانا
* * *
هو كوثر الفردوس سال بأرضنا فأحالها بعد القفار جِِنانا
هو نسمةُ الفجر الرقيق لذاكر تَخِذَ التلاوةَ أكُؤُساَ ودِنانا
هو نغمة قدسية يشدو بها هيمانُ ... حرك شجوُة هيمانا
هو طبُ اسقامِ الوجود جميعها قد طهَّر الأرواحَ والأبدانا
لا بل وطبُ مشاعر وخواطر السابقُ السَباقُ ليس يُدانى
* * *
يتساءلون أأنت مُعجزةُ الورى لم لا تثير بعصرنا الأذهانا
أذهانُ هذا الجيل أصبح شُغُلها أي القنابل يُحدثُ الطوفانا
وُيزل هذا الكوكب الأرضي من فَلكِ الوجود ويمحَقُ الانسانا
* * *
يتساءلون أأنت خير مُقننٍ فيم اذن "دللوز" فاد خُطانا !
أتُُراك قانوناً لعهدِ غابرٍ قد كنت مقصوراً على ما كانا
أم أننا خَلقُ سما عن خلقهم جئنا إليك نُبدل القرآنا !
* * *
يتساءلون أأنت جامعُ شملنا فيمَ إذن هذا الذي آذانا
يا أمة لولا النبي شفيعها لحسبتُها تتعبدُ الشيطانا
جاء النبيُّ لها فأخرج عصبةً وطئت بأقدامِ لها التيجانا
وإذا بخلْفٍ بعدهم عَبَدَ الهوى وغوى فذاق الذُلَّ والحِرمانا
فتنتهم الدنيا فأصبح جمعهم بدداً واضحي ودُّهم عُدوانا
وغَدوا دويلاتٍ تفرق شملها فبدوا قطيعاً أطمع الذُوبانا
حتى أذلُّ الخلق راح يسومُهِم بعد الَمَعزة ذِلَّة وَهوانا
لَهفَي على أشد الفلاة تدايروا فَغَدوا أمام خصومهم جُرْذانا
* * *
يا معجز الفصحاء والحكماء والعلماء فُقْتَ النَّيراتِ مكانا
المسلمون هنا رأوك تمائمُا وغدوت في حلقاتهم ألحانا !
والعالمون هنا رأوك بلاغةَّ ورأوك إعراباً جرى وبيانا !
واُلمحسنون الظنْ كنت جدالهم وجدالهم يستوجب الكُفرانا
عكفوا على الآيات كيف تنزَّلَت ومتى وأين ... وحينما تلقانا
نُبدي حديث التافهين كعهدنا آناً نُحرِمُ أو نُحَللُ آنا
وَقَفُوا جهادَهم لِتُقرأ سَبْعةَّ بمُجود حَمدوا له الاتقانا
أما الكنوز الخالداتُ ببحره تحوي اُلجمان وتَنْثُرُ العِقيانا
أمَّا المعاني الرائعات بآية مُتَجدداتٍٍٍ تُخرس الأزمانا
أمّا الجهاد وما حَوى من حكمة والبذلُ مهما عزَّ عندك شأنا
أمّا القَصاصُ وحكمة الإسلام في بتر الُمسئ إذا غَوى أو خانا
كل الذي قد سُقْتُه لك لم يَعُدْ يلقي من الداعي له آذانا
* * *
وقَفُوا بشاطئ يحرك اللجِّي لا يتزحْزَحون فأصبحوا عُميانا
لو أنّهم نزلوا لِلجَّة فيضكم لرأوا حِِسانا وابتغوا إحْسانا
ولو أَنَّ قُرآنا سَيُحيي ميّتاً ويُسيَر الجبَل الأشمَّ عِِيَانا
ولو أن قرآنا يُحققَ مُعجِزاً فيثيرُ أمةَ "أحمد" ثورانا
لرأيتموا قُرآنَكم يَهدي لما أسمعتُكم أن تُحُسنوا الأيمانا
قُل كلُّ هذا رَهنُه بمشيئةٍِ تَزَعُ العَصىَّ وتَهصُر الصوَّانا
بل كل هذا رَهنُه بعقيدةٍ تَذْرُوا الجبال الراسياتِ دُخانا
ليست "أمريكا" ربَّكم وإلهكم أو "روسيا" المولى الذي يَرعانا
الله ليس سُواه جَلَّ جلالُه هو وحدَه من يملك السلطانا
فأدعوه فهو مُجيبُكم ومُثيبكم واسعوا لِساحةِ فضله عُبدانا
أمحمدَّ الرحْمَنِ قد جُبتَ الذُّرى وسمعت باسمك في الشهود أذانا
وسمعت صوت الحقِّ جئتَ ضيافتي أهلاً بأكرم من سَعى لحمانا
أهلاً "بطة" بالبشير المُجتَبى أهلاً بأخلص مُرْسَلٍِ ناجانا
واصطف أملاكُ السماء ليَشْهَدُوا من شَرَّف المولى به الأكوانا
من أجل ذاتك "يا مُحمدُ" وحْدَها اللهُ كرَّمَ في الدُنا الإنسانا
وَحَباك قرآنا جَهلنا فَضَله يا ليتنا نتدبرُ القرآنا
* * *
أنا يا كتاب الله خادمُ ذكركم أنا شاعرُ قد أحسنُ الأوزانا
قد جئتُ أحنى الهام في ساحاتكم وأسوقُ شعري للرضا قُريانا
أنا في رياضك عَابدُ مُتَبتَلُ ظمآنُ ... فأمنح ريَّّك الظمآنا
أنا في رحابك خاشِعُ بل خاضع أرجو نَداك تعَطُّفا وَحنَانا
أنا يا حما الرحمن يوم لِقائِهِ بك أستجيرُ فكن هُناك حِِمانا
قد كنتَ أخلاق النبيَّ وَزادَه وأمانَهُ فكن الغداةَ أمانا
وكُن الأنيسَ لنا فظُّلك وارفٌ يَلْقَي لديه الواجفُ اطمئنانا
وأملأ علي القبر يوم أجيئُه نوراً وأمناً وادع لي الرحمانا [/b][/center] | |
|