أمير جاد خادم المنتدى
عدد الرسائل : 477 تاريخ التسجيل : 06/01/2008
| موضوع: قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى الجمعة فبراير 29, 2008 11:19 am | |
| 1 ـ قوله تعالى : ﴿ قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ﴾ (1).
هذه هي آية المودة التي أكدت أغلب كتب التفسير وكثير من مصادر الحديث والسيرة والتاريخ نزولها في قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : علي والزهراء والحسن والحسين وذريتهم الطاهرين عليهم السلام .
روى السيوطي وغيره في تفسير هذه الآية بالاسناد إلى ابن عباس ، قال: لما نزلت هذه الآية ﴿ قُل لا أسألُكُم عَليه أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربى ﴾ قالوا : يارسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجّبت علينا مودتهم ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : «علي وفاطمة وولداهما » (2).
وهذه الآية تدلّ على وجوب المودة لاَهل البيت الذين نصّ الحديث على تحديدهم ، وقد استدلّ الفخر الرازي على ذلك بثلاثة وجوه ، فبعد أن روى الحديث عن الزمخشري قال : فثبت أن هؤلاء الاَربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، واذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيدٍ من التعظيم ، ويدلّ عليه وجوه :
الاَول : قوله تعالى : ﴿ إلاّ المودَّةَ في القُربَى ﴾.
الثاني : لاشك أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبّ فاطمة عليها السلام ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : «فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما يؤذيها» وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يحبّ علياً والحسن والحسين، واذا ثبت ذلك وجب على كلّ الاَمة مثله، لقوله تعالى: ﴿ واتَّبعُوهُ لَعلَّكُم تَهتَدُونَ ﴾ (3)، ولقوله : ﴿ فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفُونَ عَن أمرِهِ ﴾ (4).
الثالث:إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جُعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة، وهوقوله : «اللهم ّصلِّ على محمد وآل محمد وهذا التعظيم لم يوجد في حق غيرالآل، فكلّ ذلك يدل على أن حب محمد وآل محمد واجب.
وقال الشافعي:
يا راكباً قف بالمُحصّب من منى * واهتف بساكن خِيفها والناهضِ سَحَراً إذا فاض الحجيجُ إلى منى * فيضاً كما نَظم الفراتِ الفائضِإن كان رفضاً حبّ آل محمدٍ * فليشهد الثقلان أني رافضي (5)
وأشار الشافعي إلى نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام بقوله : يا أهل بيت رسول الله حبكم فرضٌ من الله في القرآن أنزله (6) (1) سورة الشورى : 21 | 23 . (2) الدر المنثور | السيوطي 6 : 7 ، وروي الحديث أيضاً في : فضائل الصحابة | أحمد بن حنبل 2 : 669 | 1141 . والمستدرك على الصحيحين 3 : 172 . وشواهد التنزيل | الحسكاني 2 : 130 من عدّة طرق . والصواعق المحرقة | ابن حجر : 170 . وتفسير الرازي 27 : 166 . ومجمع الزوائد | الهيثمي 9 : 168 . والكشاف | الزمخشري 4 : 219 . وذخائر العقبى | المحب الطبري : 25 . وإسعاف الراغبين | الصبان : 113 . وسائر كتب المناقب والتفاسير . وراجع كتاب التشيع | السيد الغريفي : 215 ـ 216 . (3) سورة الاعراف : 7 | 158 . (4) سورة النور : 24 | 63 . (5) تفسير الرازي : 27 | 166 . (6) الصواعق المحرقة | ابن حجر : 148 ـ 175 . وشرح المواهب | الزرقاني 7 : 7 . والاتحاف بحب الاشراف | الشبراوي : 83 ، المطبعة الاَدبية ـ مصر . واسعاف الراغبين| الصبان : 119 . --------------------------------- احتجّ أئمة الهدى المعصومون عليهم السلام بهذه الآية على فرض مودتهم ووجوب محبتهم وحقّهم على كلِّ مسلم ، فقد روى زادان عن الاِمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ، أنّه قال : « فينا في آل حم آية ، لا يحفظ مودتنا إلاّ كل مؤمن »ثم قرأ : ﴿ قُلْ لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى ﴾ (1).
وإلى هذا أشار الكميت الاَسدي بقوله :
وجدنا لكم في آل حم آية * تأولها منّا تقي ومعرب (2)
وروي عن الاِمام زين العابدين عليه السلام أنّه قال : «خطب الحسن بن علي عليه السلام الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « ... وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى : ﴿ قُلْ لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى ومَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَّزِد لهُ فِيها حُسناً ﴾ فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت » (3).
وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم ، أنّه قال : لمّا جيء بعلي بن الحسين عليه السلام أسيراً ، فأُقيم على درج دمشق ، قام رجلٌ من أهل الشام ، فقال :الحمد لله الذي قتلكم وأستأصلكم وقطع قرني الفتنة .
فقال له علي بن الحسين عليه السلام : « أقرأت القرآن ؟ قال : نعم . قال : أقرأت آل حم ، قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم . قال : ما قرأت : ﴿ قُل لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربَى ﴾؟ قال : وانكم لاَنتم هم ؟ قال : نعم» (4) .
وروى اسماعيل بن عبدالخالق عن أبي عبدالله عليه السلام ـ في حديث ـ قال : سمعته عليه السلام يقول لاَبي جعفر الاَحول : «ما يقول أهل البصرة في هذه الآية ﴿ قُلْ لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى ﴾؟ فقال : جعلت فداك ، انهم يقولون : إنّها لاَقارب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فقال : كذبوا إنّما نزلت فينا خاصة ، في أهل البيت ، في علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء » (5). (1) مجمع الزوائد 9 : 146 . وتاريخ اصبهان 2 : 165 . وكنز العمال 2 : 290 | 4030 أخرجه عن ابن مردويه وابن عساكر . والصواعق المحرقة : 170 . وشواهد التنزيل 2 : 205 | 838 . ومجمع البيان 9 : 43 . (2) من قصيدة الكميت البائية من الهاشميات . (3) المستدرك على الصحيحين 3 : 172 . ومجمع الزوائد 9 : 146 . والصواعق المحرقة : 170 . والفصول المهمة | ابن الصباغ المالكي : 166 . وذخائر العقبى : 138 . وشرح ابن أبي الحديد 16 : 30 . (4) تفسير الطبري 25 : 16 . والبحر المحيط | أبو حيان 7 : 516 . والصواعق المحرقة : 170 . وشرح المواهب 7 : 20 . وروح المعاني | الآلوسي 25 : 31 ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت . (5) الكافي 8 : 79 | 66 . وقرب الاسناد | أبو العباس الحميري : 128 | 450 ، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث ـ قم ط2 . --------------------------- | |
|