يقول مولانا جلال الدين الرومي..عن الناي
"ونار العشق هى التى نشبت فى الناى..فأخرج أعذب الألحان..وكان غليان العشق هو الذى سرى فى الخمر..
فالناى..صديق لكل من افترق عن أليفه..وقد مزقت أنغام أنينه الحجب..
ان الناى ليتحدث عن الطريق الملئ بالآلام..والناى هو الذى يروى قصص عشق المجنون..."
"وأنا لو كنت قرينا للحبيب..لكنت كالناى..أبوح بما ينبغى البوح به..
لكن....كل من افترق عمن يتحدثون لغته..ظل بلا لسان...وان كان لديه الف صوت!!"
نعم يا مولانا..كل من افترق عمن يتحدثون لغته ظل بلا لسان..وان كان له ألف صوت..
أراني الآن..حولي ضجيج..وأصوات..
أطياف..حركات ..وسكنات....
لكني يا مولانا..لا أسمع سوى هذا الأنين..يخترق روحي..فيذيبها..
يطرق باب القلب..فيذهله..
أسمع هذا الأنين..ويذيبني مولاي الحنين....
أسمعه أنينا يضوع في السماوات..فيبكي الملائك...
أراه بأذني يا مولانا..تدور الأفلاك على نغمته..الباكية..
نعم صدقت يا مولانا حين قلت:
لولا الحب لكانت الأفلاك كالجليد تتجمد
اسمعه يرسل أنينه..متواصلا..لا ينقطع لحظة..
ان انينه هو كل ما يملك..هو بمثابة الروح له..
"وباذل روحه في حب من يهواه ليس بمسرف.."
أيها الناي..صرت أسيرة لنغمك..الذي سكن مني الروح..
صار نغمك..ملازما لنبض الفؤاد..
الذي ما أظنه يضطرب في مكانه..ويتحرك..الا على ...انينك..أيها الناي..