مدينة السعداء
من رأى أيها العشاق مدينة السعداء حيث قليلاً مايوجد عاشق، والمعشوقون كثار.
حتى أبدى دلالي هناك.. حتى أنصب سوقي هناك، وحتى تشفى القلوب، فالقلوب محترقة تماماً.
ولاتوجد مثل هذه المدينة.. لكن هناك مدناً قليلة.. ولايوجد فيها العدل والانصاف.. والمعشوق مسلم.
فهنا قد يحترق العشاق كالعود اليابس، وذلك المعشوق الذي ندر مثله هو الذي يشعل النار.
فيا الهي بحق نورك المتلألئ، لاتؤاخذني على حديثي المضطرب، فأنا مضطرب بدونك.
انك لاتؤاخذ السكارى بك، ولاتؤاخذ الحيارى فيك، وما أسعده ذلك الذي تؤاخذه.. فروحي سكرى بهم.
ان أخذت.. وان عفوت.. فماذا ينقص من ملكك، فالعشاق هنا كالكلأ.. الصحارئ بهم تمتلئ.
فتضحك عينه المريخية ويسألني: الا تخشى، ياحبيبي، ان رائحة الدم تفوح عندما يضحك المريخ.
فعاد الى قلبي.. تركت الشكوي، انه يهب آلاف الأرواح، فماذا يحدث ان أصبح خصماً لأحد الأرواح وأنا القاضي أكون غاضباً..والخصمان راضيان.
فالأحبة طالبون الحبيب، والروح باحثة عن الأحبة ان الروح ذرة وهو كعطارد، والروح ثمرةو هو بستان، والروح قطرة وهو محيط، والروح حبة وهو منجم.
انني أتحدث حديثا مستورا.. فالغيب هو روح هذا الكلام فلا فكر يسعه.. ولا إمكان للحديث عنه فاصمت. وكن كالعالم صامتاً ثملاً دائر الرأس، واذا لم يثمل هو فلماذا يكون الثمل متعثراً في مشيه؟!