أنت … أيها الإنسان الكامل .
ويبقي الأزل شاهدا لك . مالكاً ملـَكا . تهيم الأكوان علي جبينه
جذباً وعشقاً . مقام الحبيب لا يدركه إلا الحبيب .
الأسوة الحسنة . السراج المنير . للكل
حن إليك الجذع فما بالقلوب .
الشجر يعرفه والشمس والقمر . والبحر .
من يطع الرسول فقد أطاع الله .
( فالنور منك و إليك يا رسول الله )
تبقي روحك الأزلية إلي الأبد معنا . مثلما كنت معنا هنا .
أنت كما أنت . نحن الذين نتحول . كما كنا في التراب ثم نعود .
نعود إلي الروح الأعظم . سيد الكل . أصل النور والحقائق .
صورة الإنسان الكامل . الموجود لدينا بالخبرة الأزلية .
( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك )
والذي كصوت الضمير والكمال والمثال .
الإنسان المشرق الذي يتراءى لنا وكأننا هو .
ثم يغيب فنعود إلى طبيعيتا الخاطئة . وهو ينظر لنا وينتظرنا .
حتى يقيمنا من خطيئتنا . متطهرين . يليق بنا أن ننظر عينيه .
ونصلي عليه . في استرخاء الأفق
في محاولة لمعرفة شئ . عن ذلك العالم الخفي و المجهول بالنسبة لنا بل والمرعب أحياناً .
أليس ظهور هذا العالم ضرورياً .
أليس الإنسان في احتياج لأن يدخل هذه التجربة العاطفية . الهادئة .
لكن هذه المرة مع الشخصيات المقدسة .
يوسف و إسماعيل و يحيى و الحسين . المسيح وهارون وعلى وحمزة وخالد
و الفاروق . داود و سليمان و إبراهيم و المصطفى .
فاطمة ومريم .
إنهم في النهاية ملكوت الروح والسماوات التي قصرت هممنا عنها .
وأدركوها هم ( من يوم ألست .. ونسينا )
المرء مع من أحب . فانظر من تحب .
والحب . منتهى الإيمان .
وليس أجمل من أن تكون عاطفتنا متواصلة مع عالم الروح والنور و السموات .
ومن أجمل منهم . وأروع .
الشخصيات الكاملة الجميلة . المنيرة والممتلئة بالراحة و الرحمة والطهارة
مجمع للمثل . الغائب عن أعيننا وقلوبنا لكنه موجود حي وفاعل
جنة الروح علي الأرض . الهادئة الغافرة . الكل فيها صور أو خيالات
لكنا نراك حاضراً لا تغيب . في أبناءك وأحبابك وصحابتك .
في الحسين وزينب . و أبو بكر وعمر وبن الوليد . سلمان
و فاطمة و مريم . و تجربة عشق الصالحين . الموجدين في مصفوفات
الصحابة . والآل والأحباب . والأنبياء والأولياء والشهداء .
الحواريين والصحابة والأسباط . الأبطال و الفرسان والعلماء .
فكلهم نموذج للإنسان الكامل . الموجود فينا دون أن ندري .
صورة في النفس لا نلتفت لها . روح خفيه فينا لا نراها و لا نتخيل أبدا أن الله قريبا فعلا منا .
وأن الأنبياء أحياء . معنا نظر الله وعينه لكن لا نلتفت .
لا نحس ولا نحاول .
وعباد الله المرسلين وملائكته من حولنا .
وأرواح كثيرة تحيط بالإنسان تنتظر منه أن يحاول .
أن يمد يده لهم . المنقذين . كلهم معاً واحد وأمر واحد . وكتاب واحد .
ورسالة واحدة .
مرحبا لطلوع البدر علينا فينا من جنبات القلب يشرق القمر .
من ظلمات النفس يبدأ النور .
ووجود حق آخر . هو العالم الأخر .لا يقل عن هذا العالم وجودا وحقيقة .
عالمان متداخلان ببساطة شديدة .
تتلمس في أي لحظة النور فتجده . قريبا جدا منك . في داخلك تهمس . الله .
دائماً الباب مفتوح .
يسمعك وتسمعك روحك المشتاقة للنور و التي نعذبها بكل التراب والجسد .
والروح القدس في انتظار القادمين من عالم التراب ليتطهروا .
بالروح القائم الآن الحي القيوم .
كما أن الأرض تنتظر أجسادنا . السماء أيضاً تنتظر أرواحنا .
وتمد يدها . ونحن نتكبر ونغتر . وننشغل بما خلقه الله لنا عما خلقنا الله له
لكننا ذاهبون .. ذاهبون .. والسعداء بالطبع الذين طرقوا الباب .
باب الجمع . والعالم المقدس الإيماني الصالح . هو.
المنتصر في النهاية الخير . قوة الخير والنور .الحب .
الروح تبقى .
إلى الأبد .
For. Ever
انفتاح روحي في زمن آخر . اللحظة فيه تستغرق حالات كثيرة
المجالات الزمنية موضوع غير بسيط . مثل علاقة الموجات و الكتلة .
كأن الزمن الحادث هو كتلة لأزمان أخري موجية .
تداخل المجالات الزمنية أصبح حسبة رياضية .
( ويوم عند ربك كألف سنة ) .
و ما أروع لحظات تذكرها في عيني الحبيب الخالد .
المقدس والروح المطلق . الجميل الأبدي . السيد الأعظم .
القائد الكامل في الرحلة الأبدية .
الذي منه كل الصور الكمالية قد خرجت . الحق والخير والجمال .
الحب والجمع والسلام .
ونحن في درجاتنا الدنيا نحلم بالغفران .
و أن رسول الله يشفع للعالمين .
لأنه رسول العالمين .
صلي الله عليه و علي آله و صحبه و سلم
صلي الله عليك وسلم .
وعلي آلك وأصحابك وأتباعك ومن صلي عليك .