اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّم عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أَكمل مخلوقاتكَ،
وَسيد أَهل أَرضكَ وَأَهل سمواتكَ،
النور الأَعظم، وَالكنز المطلسم،
وَالجوهر الفرد، وَالسرّ الممتد،
الَّذِيْ ليس لَهُ مثل منطوق، وَلاَ شبه مخلوق،
وَارض عَنْ خلفته فِي هذا الزمان، من جنس عالم الإِنسان،
الروح المتجسد، وَالفرد المتعدد، حجة الله فِي الأَقضية، وَعمدة الله فِي الأَمضية،
محل نظر الله من خلقه، منفذا أَحكامه بَيْنَهم بصدقه،
الممد للعوالم بروحانيته، المفِيض عَلَيْهِمْ من نور نورانيته،
من خلقه الله عَلَى صورته، وَأَشهده أَرْوَاح ملائكته،
وَخصصه فِي هذا الزمان ليكون للعالمين أَمأَنَا،
فَهُوَ قطب دائرة الوُجُوْد، وَمحل السمع وَالشُهُوْدِ،
فَلاَ تتحركَ ذرة فِي الكون إِلاَّ بعلمه، وَلاَ تسكن إِلاَّ بحكمه،
لأَنه مظهر الحق، وَمعدن الصدق،
اللَّهُمَّ بلغ سلامي إِلَيْهِ، وَأَوقفني بَيْنَ يديه،
وَأَفض علي من مدده، وَاحرسني بعدده،
وَانفخ فِي من روحه كي أَحيا بروحه،
وَلأَشهد حقيقتي عَلَى التفصيل،
فأَعرف بذلكَ الكثير وَالقليل،
وَارى عوالمي الغيبية تتجلى بصوري الروحانية عَلَى اختلاف المظاهر،
لأَجمع بَيْنَ الأَول وَالآخر وَالباطن وَالظاهر، فأَكون مَعَ الله آلِهِ،
بَيْنَ صفاته وَأَفعاله، ليس لي من الأَمر شيء معلوم، وَلاَ جزء مقسوم،
فأَعبده بِهِ فِي جميع الأَحوال،
بل بحول وَقوة ذي الجلال وَالإِكرام.
اللَّهُمَّ يَا جامع الناس ليوم لاَ ريب فِيه، إِجمعني بِهِ وَعليه وَفِيه،
حَتَّى لاَ أَفارقه فِي الدارين، وَلاَ أَنصل عنه فِي الحالين،
بل أَكون كأَني إِياه فِي كُلّ أَمر تولاه، من طريق الإِتباع وَالإِنتفاع،
لاَ من طريق المماثلة وَالارتفاع،
وَأَسْأَلُكَ بأَسمائكَ الحسنى المستجابة، أَن تبلغني ذلكَ منّة مستطابة،
وَلاَ تردني مِنْكَ خائبا، وَلاَ ممن لَكَ نائبا، فإِنكَ الواجد الكريم، وَأَنَا العبد العديم،
وَصَلَّى آلِهِ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ،
وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.