وتعلم من أبيك، يا وضَّاء الجبين، إذ قال قبل الآن: "ربَّنا ظلمنا أنفسنا"
فلا هو تعلَّل، ولا هو احتال، كما أنه لم يرفع لواءَ المكر والحيلة
ثم إن إبليس هو الذي بدأ الجدل قائلاً: "لقد كنتُ أحمرَ الوجه عزَّةً، وجعلتَني أصفرَه ذُلاًّ
فاللون منك، وأنت الذي قمت بصباغتي، وأنت، إذن، أُسُّ جُرمي وآفتي وجرحي
فانتبه، واقرأ "ربِّ بما أغويتني" حتى لا تتحول إلى جبريٍّ وحتى تقلِّل من طوافك بالالتواء
فحتَّام تقفز على شجرة الجبر، وحتَّام تلقي باختيارك جانبًا؟ مثل إبليس وذريَّاته: فهو مع الله في حرب وجدال!
وكيف يكون إكراهٌ وجَبْر وأنت في سعادة بالغة، لا زلت تشمِّر رداءك في العصيان؟!
من المثنوي