يقول التراب..لتراب الجسد: عد ,اترك الروح واقبل نحونا كما الغبار..
انك من جنسنا وأولى بك أن تكون عندنا..وأفضل ان تنجو من الجسد وتلك الرطوبة التى فيه!
فيقول : لبيك ..ولكنى مقيد القدم بالرغم من أنى فى ألم من الهجران مثلك..
ويطلب الماء ..رطوبة الجسد قائلا لها:أيتها الرطوبة عودى الينا من الغربة..
ويستدعى الأثير..حرارة الجسد قائلا لها: أنت من نار فعودى الى أصلك.
ان هذه العناصر.. طيور أربعة مقيدة القدم..والموت والعلة والمرض ..هم من يفك ذلك القيد..
وعندما ينكسر ذلك القيد..يشرع طائر كل عنصر فى الطيران على وجه اليقين..
وجذب هذه الأصول لفروعها..يضع فى كل لحظة ألما على أجسادنا..ولكن حكمة الحق هى التى تمنع حدوث هذا التفكك والانجذاب ..حتى يحين الأجل المحتوم..
ولما كان كل يبحث عن اللحاق برفيقه..
فكيف تكون الروح الغريبة من الفراق؟؟
تقول الروح: يا أجزائى الأرضية الدنية..ان غربتى أشد مرارا..فأنا من العرش..
فميل الجسد الى الخضرة والماء الجارى..وذلك لأن أصله منها..أما ميل الروح فيكون الى الحى..ذلك أن أصلها هو روح اللامكان.
وميل الروح الى الحكمة والعلوم..بينما ميل الجسد الى البستان والرياض والكروم..
وميل الروح الى الترقى والشرف..ويميل الجسد الى الكسب وأسباب العلف!
وميل ذلك الشرف وعشقه أيضا موجه الى الروح..واعلم انه (يحبهم) و(يحبونه) أيضا فى نفس هذا المجال..
والخلاصة أن كل من يكون طالبا لشئ..تكون روح مطلوبه راغبة فيه..
يقول مولانا جلال الدين:
لقد أشعل عشق المعشوقين النار فى الوجنتين..ولكن عشق العاشق..قد أحرق روحه..........
من المثنوي