أنين الناي
عدد الرسائل : 168 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 06/01/2008
| موضوع: البحر الثلاثاء يناير 08, 2008 6:03 am | |
| يقول مولانا:
عندما سعى الماء وصار نجسا..بحيث أن الحس صار يرد هذا الماء النجس.
حمله الحق مرة ثانية الى بحر الصواب,حتى غسل من كرمه..ماء الماء ذاك.
وفى العام التالى عاد الينا الماء مطيعا..وسألناه أين كنت؟ قال: فى بحر الطيبين.
لقد مضيت هنا نجسا وعدت طاهرا..تلقيت خلعة الاكرام وعدت نحو التراب.
فهيا هلموا الى أيها الدنسين ..فان طبعى أخذ من طبع الاله..اننى أتقبل منكم كل قبحكم..وأطهر الشيطان فيصبح ملك..
وحينما أصير مدنسا أعود الى ذاك المكان..وأمضى الى أصل أصل الطهر.
وهناك....ألقى بالدلق الملوث من فوق رأسى فيهبنى من جديد الخلعة الطاهرة.
ان هذا هو عمله ..وعملى هو هذا..انه هو من زين العالم وطهره ..رب العالمين.
يقول مولانا:
فلو لم تكن هذه الأقذار عالقة بنا..متى كان منهاج الماء يكون هكذا؟
فهو اما ينصب على النبتة لتنمو..أو يغسل وجه من لم يغسل وجهه!
أو يحمل على رأسه الأحمال ..سفينة لا يد لها ولا ساق..
وهو روح كل ذرة وقلب كل حبة وبذرة..يمضى فى الجدول وكأنه خزانة الدواء.
ومنه تكون التربية والرعاية ليتامى الأرض..والسير والمشى لأولئك المقعدين المتيبسين..
وعندما يصبح بلا قيمة ويتكدر..ويصبح حائرا مثلنا فوق الأرض..
يطلق آنذاك الأنين من أعماقه مناديا..ياالله..لقد أعطيت ما أعطيت وبقيت متسولا!
لقد صببت كل ما عندى على الطاهر والدنس..فأعد الى رأسمالى أيها المليك..
فيقول للسحاب: احمله الى موضعه الطيب..وأنت أيها الشمس اجذبيه الى أعلى.
ويسوقه من طرق مختلفة حتى يبلغ البحر الذى لا حد له.
ان غرضى من هذا الماء هو أرواح الأولياء..فهى التى تغسل الأكدار عنهم.
فكل هذه الفنون التى يبديها الماء..شاهدة أن باطنه ملئ بلطف الرب..
المثنوي | |
|