لقــــاء مع نقطــــــة

لقاء مع نقطة

الشكل الهندسي خط والخط اما مستقيم او منحني

والمستقيم اصله نقطة والمنحني الذي هو الدائرة اصله نقطة

و الأشياء في تجريدها تصل بنا الي اشكال

والأشكال في تجريدها تصل الي خطوط

والخط في حقيقته نقطة متكررة

يعني النقطة اصل الأشياء

وهي الصورة المصغرة للكون

والصورة الأصلية التي بتكرارها فاضت الخطوط والأشكال

النقطة اذن هي عالم الإجمال

والذي جمع الكل من قبل الظهور لعالم الأشكال

فهي اذن اول البدء وآخر المنتهي

وكلاهما حضرتي ظهور

وماقبلها عالم الكنز والعماء والخفاءالذي ظهر ثم استتر وهكذا

والنقطة مركز الدائرة ولا دائرة بلا مركز

يعني لا دائرة بلا نقطة مركزا ومحيطا

وانما الأمر بين الخفاء والظهور كميمي محمد وهاء الله

كلهم دوائر ولكن هاء الهوية لا تنتهي

للتدليل علي الذات الإلهية

وهي اشارة خفية للفرق بين الميم والهاء - ولها كلام آخر

يعني النقطة رمز للدائرة سلبا وايجابا

والنقطة لا تنقسم لأنها رمز الجوهر الأول ورمز الأحدية والخط رمز الواحدية

وليس لها اتجاه وذلك رمز الحقيقة الأولي اللا شرقية ولا غـربية

وليس لها فوق ولا تحت كما في السماء كذلك علي الأرض

واذا نظرت الي السماء وجدت النجوم مجموعة من النقط

والشمس نقطة فياضة ايجابية والقمر نقطة حركة سلبية الإضاءة

بين النجوم المشرقة والكواكب المعتمة - وله كلام آخر

واذا نظرت علي الأرض اول الإنسان نقطة

وكل شجرة اصلها نقطة ( حبة تزرع ) ثم تخرج خطا ثم يتكثر الخط

ثم يثمر نقطا تحتوي نقطا (سبحانك ) يا أول يا آخر

والخلية نقطة والمادة ذرات والذرة نقطة والإلكترون نقطة

النقطة إذن هي اللبنة اللأولي للتكون

( وانا موضع هذه اللبنة )

ومثلما احتوت الخطوط النقطة احتوت النقطة الخطوط

كالموجات المتكونة من القطرات والجزيئات

فالأشعة خطوط وحزم ثم الخطوط نقطة وهكذا

اجمال وتفصيل وتكرار وعود علي باء البدء

و تركيبات هندسية ورياضية متكثفة لحقائق مجردة

أصلها النقطة اصل الدائرة والخط

نظرها الأولياء علي حافة الحرف لمراحل خلق الحرف - و لها كلام آخر

فهو الأول والآخر علي محيط الدائرة

و الرمز يتداخل علي مصفوفات الحركة لينشئ الحرف

فالنقطة في وجودها الخاص الذاتي رمز للخفاء والكنزية وهوية ذاتية

تمحو الكل وتجمله بداية ونهاية اما في وجودها الإرادي الحركي

الناتج عن الشوق والحب والإرادة فهي ظهور ونور

يمنح الموجودات وجودا يكاد يضئ ولو لم تمسسه نار

النقطة كأنها المفردة الأولي والخلية الأولي و البدء

والفيض الأول الذي خرجت عنه سائر الخطوط

والدوائر والحروف والأشكال

وقس علي ذلك تجد كل شئ اصله نقطة

الوحدة الأولي التي لا تنقسم والتي هي بموضع

الحقيقة من الخليقة

والعين من الغين وكأنما الغين عينين

والخلق حقين حق ظاهر و حق باطن