جسد ابن آدم عند العارفين

حسين أمين الطاهر

قال بعض العارفين :
إن جسد بنى آدم مشتمل على ما اشتمل عليه العلم بأسره
جعله الحق نسخة الوجود يحاكي بصورته كل موجود،
ففيه جسم كثيف ونور لطيف، نصفه ساكن ونصفه متحرك،
نصفه نور ونصفه ظلمة،
وجعل فيه العناصر الأربعة،
واستودع فيه قوة الجلب والدفع والضرر والنفع ،
وجعل قلبه خزانة سره ولسانه ترجمان ذلك ،
وعيناه حارستان وأذناه مخبرتان ورجلاه مطيتان،
ويداه خادمتان،
وجعل رأسه عرشه،
وصدره كرسيه
وجانباه شرقه وغربه،
وجعل حركته كحركة الشمس والقمر والنجوم،
وتركيبه على تركيب العالم العلوي،
فجعل في ظهره أربعة وعشرين فقارة على عدد الساعات
وفى جسده ثمانية وعشرين مفصلاً على عدد المنازل،
وفى جوفه اثني عشر معنى على عدد البروج والشهور،
وفيه ثلاثمائة وستة وستون عرقاً نافضة ومثلها ساكنة على عدد أيام العام،
وجعل معدته بيت ماله وكبده قسامة،
وجعل لحمه كالتراب وعظامه كالجبال،
وشعره كالنبات وعروقه كالأنهار وجواهره معادن،
وهي تسعة لحم ودم وعظم وعصب ومخ وشحم) فهذه ستة خفية ،
وثلاثة ظاهرة وهي : (الجلد والشعر والظفر)،
وفيه اثنا عشر عنصراً،
سبعة في الرأس : العينان والأذنان والمنخران والفم والباقي في الجسد : الثديان والمخرجان والسرة إلى غير ذلك مما لا يدرك .


المصدر: مشاركة من الكاتب

من كتاب الفتوحات الإلهية ص===============