هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجلال و الجمال و الكمال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أمير جاد
خادم المنتدى
أمير جاد


عدد الرسائل : 477
تاريخ التسجيل : 06/01/2008

الجلال و الجمال و الكمال Empty
مُساهمةموضوع: الجلال و الجمال و الكمال   الجلال و الجمال و الكمال I_icon_minitimeالأحد يناير 27, 2008 3:16 pm

الباب الثاني والأربعون ومائتان
في الجمال




جميل ولا يهوى جـلـى ولا يرى
وتشهد الألباب من حيث لا تدري
ولا تدرك الأبصار منه سوى الذي
تنزهه عنه عقـول ذوي الأمـر
فإن قلت محجوب فلست بكـاذب
وإن قلت مشهود فذاك الذي أدري
فما ثم محبـوب سـواه وإنـمـا
سليمى وليلى والزيانب للسـتـر
فهن ستور مسـدلات وقـد أتـى
بذلك نظم العاشقين مع الـنـثـر
كمجنون ليلى والذي كان قبـلـه
كبشر وهند من ذكرهم صـدري

اعلم أن الجمال الإلهي الذي تسمى الله به جميلاً
ووصف نفسه سبحانه بلسان رسوله
أنه يحب الجمال في جميع الأشياء
وما ثم الإجمال فإن الله ما خلق العالم إلا على صورته
وهو جميل فالعالم كله جميل
وهو سبحانه يحب الجمال
ومن أحب الجمال أحب الحميل
والمحب لا يعذب محبوبه إلا على إيصال الراحة
أو على التأديب لأمر وقع منه على طريق الجهالة
كمتا يؤدب الرجل ولده مع حبه فيه
ومع هذا يضربه وينتهره لأمور تقع منه
مع استصحاب الحب له في نفسه
فمآلنا إن شاء الله إلى الراحة والنعيم حيث ما كنا
فإن اللطيف الإلهي هو الذي يدرج الراحة
من حيث لا يعرف من لطف به الجمال له من العالم
وفيه الرجاء والبسط واللطف والرحمة
والحنان والرأفة والجود والإحسان
والنقم التي في طيها نعم
فله التأديب فهو الطبيب الجميل
فهذا أثره في القلوب وأثره في الصور
ما يقع به العشق والحب والهيمان والشوق
ويورث الفناء عند المشاهدة
ومن هذه الحضرة تنتقل صورة تجليه فيها
إلى المشاهد فينصبغ بها
انتقال فيض ظهور نور الشمس في الأماكن
ويسمى ذلك النور شمساً وإن يكن مستديراً ولا في فلك
ثم يفيض الإنسان من تلك الصورة
التي ظهر فيها عن الفيض الإلهي على جميع ملكه
في رده إلى قصره
فينصبغ ملكه كله بصورة جمال لم يكن
فلا يفقد الإنسان في ملكه صورة ما شاهدها من ربه في رؤيته
فهو عند العلماء بالله
تجل دائم دنيا وآخرة لا ينقطع
وعند العامة في الجنة خاصة
لكونهم لا يعرفون الله معرفة العارفين
وليس لتجلي الجلال في الجنة حكم أصلاً
وإنما محله الدنيا والبرزخ والقيامة
وبه تبقى النار والشقاء والأشقياء مدة بقائهم فيه
إلى أن يرتفع الشقاء وتغلب الرحمة
فلا يبقى لتجلي الجلال في التعلق حكم
وتنفرد به الملائكة بطريق الهيبة والعظمة
والخوف والخشوع والخضوع
والله اعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمير جاد
خادم المنتدى
أمير جاد


عدد الرسائل : 477
تاريخ التسجيل : 06/01/2008

الجلال و الجمال و الكمال Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجلال و الجمال و الكمال   الجلال و الجمال و الكمال I_icon_minitimeالأحد يناير 27, 2008 3:19 pm

الثالث والأربعون ومائتان
في الكمال




ليس الكمال الذي بالنقص تعرفـه
أن الكمال الذي بالنقص موصوف
العلم يشهده والـعـين تـنـطـره
لأنه عدم والنقـص مـعـروف
لو لـم تـكـن عـين ولا صـفة
ولا وجود ولا حكم وتـصـريف
ألا ترى التسترى الحبر أثـبـتـه
وهو الصواب الذي ما فيه تحريف
أراد بقول سهل أن لكذا سراً لو ظهر بطل
كذا اعلم أن الكمال الذي لا يقبل الزيادة لا يكون إلا لله
من كونه غنياً عن العالمين
وأما الكمال الذي يقبل الزيادة
فمثل قوله ولنبلوكم حتى نعلم
كما أمر نبيه أن يقول :رب زدني علماً"
فالكمال هو وقوف الإنسان على الصورة الرحمانية
بطريق الإحاطة لذلك عند مقابلة النسخة حرفاً حرفا
ً
فيؤثر ولا يتأثر ولا يميل
ولا يؤثر عدل في فضل ولا فضل في عدل
بل يرتفع الفضل والعدل ويبقى الوجود والشهود
وقبول القوابل بحسب استعدادها روحاً وجسماً
فلا ينسب إليه من حيث هو حكم أصلاً
وجميع النسب تتصف به القوابل
وهو على الوجه الواحد الذي يليق به
لا يقبل التغيير ولا التأثر
كما لا يقبل النور ما انصبغ بالألوان
ولكن هكذا تشهده العين
والعلم يقضي بأنه على صورته التي كان عليها
ما تأثر في عينه بشئ من ذلك
ألا تنظر إليه في المساحة الهوائية
التي بين موضع الزجاج
وموضع النور المنعكس المتلون
هل تري في النور في هذه المساحة لوناً من تلك الألوان
مع كونه قد انبسط على الزجاج
وحينئذ عمر المساحة الهوائية
التي بين ما يظهر من الألوان وبين الزجاج
وكقوس ( قزح ) فالكمال من لا يقبل الزائد
ونحن في مزيد علم دنيا وآخرة
فالنقض بنا منوط فكما لنا بوجود النقص فيه
فلنا كمال واحد
وللحق كمال لأن كمال مطلق وكمال يقول به
حتى نعلم
فنسختنا من كمال حتى نعلم لا من الكمال المطلق
فافهم فإنه سر عجيب في العلم الإلهي
فنشهده تعالى من كونه إلهاً من كونه ذاتاً
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمير جاد
خادم المنتدى
أمير جاد


عدد الرسائل : 477
تاريخ التسجيل : 06/01/2008

الجلال و الجمال و الكمال Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجلال و الجمال و الكمال   الجلال و الجمال و الكمال I_icon_minitimeالأحد يناير 27, 2008 3:20 pm

الباب الأحد والأربعون ومائتان
في معرفة الجلال




أن الجلال على الضدين ينطلق
وهو الذي بنعوت القهر أشهده
له العلو ولا علـو يمـاثـلـه
له النزول فكل الخلق يجحده





أني بكل الذي قد قلت أعرفـه
وليس غير الذي قد قلت أقصده
اعلم أن الجلال نعت إلهي يعطي في القلوب هيبة وتعظيما
وبه ظهر الاسم الجليل
وحكم هذا الاسم من أعجب الأحكام
فإن له حكم ليس كمثله شئ
وسبحان ربك رب العزة
وله حكم قوله على لسان رسوله
مرضت فلم تعدني وجعت فلم تطعمني
وظمئت فلم تسقني فإنزل نفسه منزلة من هذه صفته
من الإفنتقار إلى العبيد وكذلك نزوله في قوله
وسعني قلب عبدي
ومن هذا الباب فرحه بتوبة عبده
وتعجبه من الشاب الذي لا صبوة له
وتبشيشه بالذي يأتي إلى المسجد للصلاة
هذا كله وأمثاله من نعوت التنزيه والتشبيه
يعطيه حكم الجلال والاسم الإلهي الجليل
ولهذا قلنا أنه يدل على الضدين
كالجون ينطلق على الأبيض والأسود
كذلك القرء ينطلق على الحيض والطهر
ومن حضرة الجلال نزل قوله تعالى
"وما قدروا الله حق قدره"
فمن وصفه إنما وصف نفسه
ولا يعرف منه إلا نفسه
لأن رب العزة لا يعينه وصف ولا يقيده نعت
ولا يدل على حقيقته إسم خاص
وأن يكن الحكم ما ذكرناه فما هو رب العزة
فإن العزيز هو المنيع الحمى
ومن يوصل إليه بوجه ما من وصف أو نعت
أو علم أو معرفة فليس بمنيع الحمى
ولذلك عم بقوله
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
ولحضرة الجلال السبحات الوجهية المحرقة
ولهذا لا يتجلى في جلاله أبداً
لكن يتجلى في جلال جماله لعباده
فبه يقع التجلي فيشهدونه
مظهر ما ظهر من القهر الإلهي في العالم




أن الجليل هو الذي لا يعرف
وه الذي في كل حال يوصف
فهو الذي يبدو فيظهر نفسـه
في خلقه وهو الذي لا يعرف
والجلال لا يتعلق به إلا العلماء بالله
وما له أثر إلا فيهم وليس للمحبين إليه سبيل هذا
إذا كان بمعنى العلو والعزة
وأنه إذا كان بالمعنى الذي هو ضد العزة والعلو
فإن المحبين يتعلقون به كما يتعلق به العارفون
وحضرته من العماء إلى قوله
وفي الأرض إله
وأما قوله وهو معكم أينما كنتم
فذلك من أسمائه المؤثرة خاصة والحافظة لنا
والرقيبة علينا وأما الاسماء لتي تختص بالعالم الخارج عن الثلين
فأسماء أخر ما هي الاسماء التي معنا أينما كنا
وقد بينا شرح الاسماء الحسنى معنى الاسم الجليل
على الوجهين مختصراً في جزء لنا في شرحها
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجلال و الجمال و الكمال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "إن الله جميل يحب الجمال"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: فى رياض العــارفين :: محيي الدين بن عربي-
انتقل الى: