هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الخليفة - ابو العباس المرسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أمير جاد
خادم المنتدى
أمير جاد


عدد الرسائل : 477
تاريخ التسجيل : 06/01/2008

الخليفة - ابو العباس المرسي Empty
مُساهمةموضوع: الخليفة - ابو العباس المرسي   الخليفة - ابو العباس المرسي I_icon_minitimeالسبت يناير 19, 2008 10:43 am

الخليفة - ابو العباس المرسي S8EO7g08061139



^^^^

الخليفةُ

انطلق الطريق الصوفى للشاذلية من الإسكندرية ليملأ أرجاء الأرض، وكان بدءُ هذا الإنطلاق من سيرة وآثار الشيخ أبى الحسن ،

وبفضل سيرة وآثار خليفته .. قطب الإسكندرية وشيخها الأشهر

: أبو العباس المرسى هو شهاب الدين أحمد بن عمر بن على الخزرجى البَلَنسى ،

اشتهر بكنيته (أبو العباس) وبلقبه (المرسى) نسبة إلى بلدة مرسيه التى ولد بها سنة 616 هجرية .

تلقَّى أبو العباس المرسى التصوف على يد شيخه ، الصوفى الأشهر: أبى الحسن الشاذلى ،

الذى التقى به أبو العباس فى تونس سنة 640 هجرية، بعدما كان قد تزوَّد بعلوم عصره كالفقه والتفسير والحديث والمنطق والفلسفة،

وجاء أوان دخوله فى الطريق الصوفى وتلقيه تاج العلوم : التصوف.

وصحَّت صحبة أبى العباس لشيخه الشاذلى، وصار من بعده إماماً للطريقة الشاذلية، وكان قبلها قد تزوَّج بابنة شيخه..

ومن المأثورات المروية عن أبى الحسن الشاذلى ، الدالة على المكانة الروحية لتلميذه أبى العباس ..

قوله: يا أَبَا العبَاَّسِ ؛ واللهِ ما صَحَبْتُكَ إِلاَّ لِتَكُـــونَ أَنْتَ أَنَـــا ، وأَنـَـا أَنْتَ .. يا أَبـَــا العَبَّـــاسِ؛ فِيكَ مَا فِى الأَوْلِيَاءِ، وَليْسَ فِى الأَوْليَاءِ مَا فِيكَ.

ومن مأثورات أبى الحسن الشاذلى التى اشتهرت بين الصوفية، عبر مئات السنين ،

قوله: أبُو العبَّاسِ مُنْذُ نَفــَــذَ إِلى اللهِ لَمْ يُحْجَبْ، وَلَوْ طَلَبَ الحِجَابَ لَمْ يجـِــدْهُ.. وأَبُو العبَّاسِ بِطُرُقِ السَّمَاءِ، أَعْلَمُ مِنـْـهُ بِطُرُقِ الأَرْضِ!

وفى سنة 642 هجرية، وصل أبو العباس مع شيخه الشاذلى إلى الإسكندرية، واستقرا بحى كوم الدِّكة..

أمَّا الدروس العلمية والمجالس الصوفية، فقد اختار لها الشاذلىُّ المسجدَ المعروف اليوم بجامع العطارين

(وكان يُعرف وقتها بالجامع الغربى) وقد أقبل على هذه الدروس والمجالس، جمعٌ غفير من خواص الإسكندرية وعوامها.

ولايفوتنا الإشارة هنا، إلى أنَّ الإسكندرية كانت فى هذا العصر مدينةً متميزة ذات مكانة علمية خاصة .

فقد حفلت من قبل الشاذلىّ والمرسىّ برجالٍ كبار، حطُّوا رحالهم فيها وأقاموا المدارس العلمية؛

أمثال: الطرطوشى، ابن الخطاب الرازى، الحافظ أبو طاهر السَّلَفى ..

وكان صلاح الدين الأيوبى يحرص على قضاء شهر رمضان من كل عام بالإسكندرية ،

ليسمع الحديث النبوى من الحافظ أبى طاهر السَّلَفى.

وقد تولَّى أبو العباس مشيخة الطريقة الشاذلية بعد وفاة أبى الحسن الشاذلى (سنة 656 هجرية) وكان عمره آنذاك أربعين سنة..

وظلَّ يحمل لواء العلم والتصوف حتى وفاته 686 هجرية، بعد أن قضى أربعةً وأربعين عاماً فى الإسكندرية ،

سطع خلالها نجم الطريقة الشاذلية فى الآفاق.

وعند وفاته ، دُفن أبو العباس فى الموضع الذى يحتله اليوم مسجده الكبير بالإسكندرية .

. وكان هذا الموضع وقت وفاته، جبانةً يُدفن فيها الأولياء. وقد أُقيم سنة 706 هجرية بناءً على مدفنه؛

ليتَميَّز عن بقية القبور من حوله، فصار البناءُ مزاراً.. ثم صار مسجداً صغيراً بناه زين الدين القَطَّان وأوقف عليه أوقافاً؛

وأُعيد بناء المسجد وتم ترميمه وتوسيعه سنة 1189 هجرية.

وفى سنة 1362 هجرية (=1943م) أُعيد بناء مسجد أبى العباس المرسى،

ليتخذ صورته الحالية التى صار اليوم عليها وهو اليوم أكبر مساجد الإسكندرية،

وقام ببنائه وزخرفته المهندس الإيطالى ماريو رُوسِّى وهو معمارىٌّ شهير، شغف ببناء المساجد، وما لبث أن أعلن إسلامه..

وقد توفى بالحجاز، ولاتزال ذريته تعيش بمصر.

وحول المسجد، تقوم مساجد جماعة من الأولياء وكبار الشاذلية ، منهم: البوصيرى ، ياقوت العرشى ، الموازينى، الواسطى..

وغيرهم من الأولياء. وتعرف منطقة المسجد حالياً بميدان المساجد،

وجرى قبل بضعة سنوات تجديدها وتسويرها وترميم مسجدها الأكبر:

مسجد أبى العباس .. وبناء مسجد آخر ، لايقل جمالاً ، هو مسجد ياقوت العرشى .

وفى مسجد أبى العباس المرسى مكتبةٌ مهمة ، ولها قصةٌ هى بعينها قصة الكثير من المكتبات بمصر..

فقد بدأت عامرةً، ثم آل أمرها إلى الاضمحلال ! ففى سنة 1321 هجرية (=1903م)

أوقف الحاج على شتا مجموعات كبيرة من الكتب والمخطوطات لتكون نواةً لمكتبة المسجد

(وكان الشيخ عبد الفتاح البنا أول أمين للمكتبة) ثم زوَّدها الخديوى توفيق بمجموعات أخرى،

وضُمَّت إليها مكتبة مشيخة العلماء بالإسكندرية، وقد كانت تحوى 6550 مجلداً..

وتوالت الإهداءات وازدادت الكتب والمخطوطات، ثم تبدَّدت.

ومنذ سنوات، جمعت وزارة الأوقاف المصرية، كافة المخطوطات الموجودة بمساجد الإسكندرية ،

وجعلتها فى مسجد أبى العباس، وأطلقت على المكتبـة اسم (مكتبة التراث الإسلامى)

وهى تسمية لم تشتهر، ولم يعترف بهـا المعنيون؛ ولاتزال تُعرف إلى يومنا الحاضر بمكتبة أبى العباس المرسى.

وكنتُ أيام التلمذة أتردَّدُ إلى هذه المكتبة، وأتأمل حال مخطوطاتها: لا فهرس، ولا تصنيف، ولاحفظاً جيداً للأصول الخطَّية.

. وقد حلمتُ قبل عشر سنوات بفهرسة هذه المخطوطات وتصنيفها ،

وهو الحلم الذى تحقق مؤخراً ، بصدور فهرستى للمجموعة (صدر منها حتى الآن مجلدان)

بيد أنَّ هناك ملاحظتين لابد من تسجيلهما هنا. الأولى أنَّ العديد من المخطوطات الموجودة بالمكتبة،

غير مسجَّل أو منضبط ببليوجرافياً، فدفتر العهدة الذى كان معمولاً به قبل فهرستنا هذه، لم يكن يحصر غير قرابة نصف المخطوطات.

. والملاحظة الثانية أنَّ قرب مسجد أبى العباس من البحر، بل إشرافه عليه من فوق ربوة،

جعل المخطوطات المحفوظة بالمسجد أكثر عرضة للتلف بسبب الرطوبة العالية، مما يهدد هذه المجموعة الخطية بالفقدان ،

ويستلزم عملاً كبيراً لترميمها .

وعلى الرغم من أنَّ سجلات عهدة مكتبة مسجد أبى العباس، تحصر سبعمائة وألف مخطوطة،

غير أنَّ العدد الفعلى للمخطوطات وصل مع فهرستنا إلى ثلاثة آلاف مخطوطة..

أغلبها بالطبع فى علوم اللغة والدين، إلا أنَّ المجموعة تشتمل أيضاً على مخطوطات علمية مهمة.. ومن أهم المخطوطات المحفوظة بالمكتبة:

* نسخة نادرة من ديوان الأريب فى مختصر مغنى اللبيب لابن هشام الأنصارى،

للسامولى (محمد بن عبد المجيد الشافعى، المتوفى بعد 961 هجرية) كُتبت المخطوطة سنة 992 هجرية،

وهى محفوظة تحت رقم 1408/ نحو، بــأولهــا تملـكات، وقصيـــدة للشيخ الملامى

(تقرأ قافيتها مرفوعةً، ومنصوبــة، ومخفوضة، ومجرورة) وقد تمت مقابلتها بنسخة المؤلفَّ.

* نسخة عتيقة من تلخيص البيان عن مجازات القرآن ،

للشريف الرضى (أبى الحسن محمد بن الحسين بن موسى الطالبى ، المتوفى 406 هجرية)

كُتبت سنة 509 هجرية، محفوظة تحت رقم 169/ تفسير، غير منقوطة فى بعض المواضع وبأولها تملك مؤرَّخ بسنة 1209 هجرية،

وهى ضمن مجموعة.

* مخطوطة تمرين الطلاب فى صناعة الإعراب، للأزهرى (خالد بن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن أحمد، المتوفى 905 هجرية)

كُتبت سنة 886 هجرية فى حياة المؤلف، محفوظة تحت رقم 1316/ نحو.

* مخطوطة القول المقبول فيما يدعى فيه بالمجهول ، للبلقينى (سراج الدين بن رسلان بن نصير الشافعى المتوفى 805 هجرية،

كُتبت سنة 841 هجرية، محفوظة تحت رقم 951/ فقه شافعى، مقابلة على الأصل الذى كتبه المؤلف، وهى ضمن مجموعة.

* مخطوطة الروض الأنف فى شرح غريب السير جـ2، للسهيلى (أبى القاسم عبد الرحمن بن عبد الله، المتوفى 581 هجرية)

كُتبت سنة 577 هجرية، فى حياة المؤلف، محفوظة تحت رقم 1594/ تفسير .

* مخطوطة الجامع الصحيح (صحيح مسلم) للإمام مسلم النيسابورى (أبى الحسن مسلم بن الحاج بن ورد القشيرى، المتوفى 261 هجرية)

كتبت سنة 898 هجرية ، محفوظة تحت رقم 212/ حديث، بآخرها نقول.

* مخطوطة شرح العزِّى فى التصريف لعز الدين الزنجانى، لمؤلف مجهول، كتبها سنة 955 هجرية، محفوظة تحت رقم 1194/ صرف.

* مخطوطــة الإصلاح والإيضاح (الإيضاح فى شرح الإصلاح) لابـن كمال باشا (شمس الدين أحمد بن سليمان الرومى، المتوفى 940 هجرية)

كتبت سنة 940 هجرية، سنة وفاة المؤلف، محفوظة تحت رقم 569/ فقه حنفى.

* نسخة جيدة من شرح كتاب الإيجى: المواقف ، للجرجانى (السيد الشريف على بن محمد بن على الحنفى، المتوفى 816 هجرية)

كتبت سنة 857 هجرية، محفوظة تحت رقم 1626/ منطق.

* رمز الحقائق فى شرح كنز الدقائق للنسفى، للعينى (بدر الدين أبى محمد محمود بن أحمد بن موسى ، المتوفى 855 هجرية)

كتبت سنة 816 هجرية فى حياة المؤلف، محفوظة تحت رقم 280/ حديث، وهى نسخة بديعة مزخرفة.

* جامع المسانيد والألقاب ، لابن الجوزى (أبى الفرج عبد الرحمن بن على بن على بن محمد المتوفى 597 هجرية)

كتبت سنة 605 هجرية، محفوظة تحت رقم 267/ حديث، وهى نسخةٌ مكتوبة من خط المؤلف

وسُمعت عليه (صورة السماع فى الأصل المنقولة عنه)

* شرح مفتاح العلوم (علم المعانى) للسكَّاكى للجرجانى (السيد الشريف على بن محمد ، المتوفى 816 هجرية)

كتبت سنة 860 هجرية، محفوظة تحت رقم 1523/ بلاغة، بأولها تملك ونقول

(توجد منها نسخةٌ أخرى بنفس تاريخ النسخ تحت نفس الرقم).

* التصريح بمضمون التوضيح (حاشية على شرح التوضيح لألفية ابن مالك) للأزهرى (

خالد بن عبد الله بن أبى بكر المتوفى سنة 905 هجرية) كتبت سنة 943 هجرية، محفوظة تحت رقم 1216/ نحو.

* شرح المفصل للزمخشرى ( الإيضاح) لابن الحاجب (جمال الدين أبى عمـرو عثمان بن أبى بكر المتوفى 646 هجرية)

كُتبت سنة 717 هجرية محفوظة تحت رقم 1396 نحو.

ومن المخطوطات العلمية المحفوظة بمكتبة المسجد:

* خلاصة الحساب، لبهاء الدين العاملى (بهاء الدين محمد بن حسين الهمدانى، المتوفى 1031هجرية)

نسخةٌ مليئة بالحواشى والتعليقات، كتبت سنة 1070 هجرية، وهى محفوظة تحت رقم 1565/ حساب.

* رسالة الإسطرلاب، للقشتالى . وهى مخطوطة نادرة، محفوظة تحت رقم 1559/ حساب .

* مقالة فى علم الهيئة، لابن الهيثم (أبى على الحسن بن الحسن البصرى، المتوفى 430 هجرية)

كتبت فى القرن الثانى عشر تقديراً محفوظة تحت رقم 1568/ حساب، بها رسوم فلكية لمدارات الأجرام السماوية ..

وهى محفوظة ضمن مجموعة رسائل علمية تضمن أيضاً: الرخامة (كتاب فى آلات الساعات التىتسمى رخامات)

لثابت بن قرة. كشف الأسرار عن علم حروف الغبار (وهو مختصر : كشف الجلباب عن علم الحساب، للقلصادى)

وهناك بعض المخطوطات النادرة التى كتبها مؤلفوها بأيديهم، مثل حاشية كلمة التوحيد لشيخ الأزهر إبراهيم الباجورى

المتوفى 1277 (كتبها سنة 1220 ، قبل وفاته بأكثر من نصف قرن) وهى محفوظة تحت رقم 316/ توحيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمير جاد
خادم المنتدى
أمير جاد


عدد الرسائل : 477
تاريخ التسجيل : 06/01/2008

الخليفة - ابو العباس المرسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخليفة - ابو العباس المرسي   الخليفة - ابو العباس المرسي I_icon_minitimeالسبت يناير 19, 2008 10:45 am

فروعُ الشاذليةِ

بعد أبى العباس المرسى أول خليفة للشيخ أبى الحسن ، تولى المشيخة تلميذه الأشهر : ابن عطاء الله السكندرى .

. الذى يُعرف عند الشاذلية بلقب : حكيم الصوفية . وقد عُرف ابن عطاء بهذا اللقب، استناداً إلى كتابه البديع : الحكم.

يعد كتاب الحكم العطائية واحداً من أشهر المتون الصوفية التى تلخص المفاهيم الصوفية ، بلغة رمزية عالية البلاغة .

وهو تطوير لهذا اللون الأدبى الخاص، الذى نجده لدى صوفية سابقين

، من أمثال : الحلاج (أبى المغيث الحسين بن منصور ، المتوفى 309 هجرية) النفَّرى

(محمد بن عبد الجبار ، من أهل القرن الخامس) الجيلانى (الإمام عبد القادر ، المتوفى 561 هجرية)

ابن عربى (الشيخ الأكبر محيى الدين ، المتوفى 638 هجرية) .

وقد اعطى ابن عطاء دفعةً كبيرة للطريقة الشاذلية باعتباره أول (وأكبر) مؤلف شاذلى ،

فبالإضافة إلى كتابه الحكم ترك ابن عطاء الله السكندرى بين يدى الناس مؤلفات طالما اعتز بها الصوفية شاذلية كانوا أم غير شاذلية ،

مثل : التنوير فى إسقاط التدبير ، تاج العروس ، لطائف المنن فى مناقب الشيخ أبى العباس المرسى وشيخه أبى الحسن الشاذلى .

وقد حظى كتاب الحكم العطائية ، من بعد وفاة مؤلفه (سنة 709 هجرية) بعديد من الشروح

، أشهرها : ابن عباد الرُّندى ، شرح أحمد زرُّوق ،

شرح عبد المجيد الشرنوبى،شرح محمد بن أبى العلا، شرح ابن عجيبة الحسنى، شرح البريفكانى.

ومن بعد ابن عطاء الله ، حظيت الشاذلية بكبار المشايخ الذين انتسبوا للطريقة على امتداد القرون التالية ،

وهكذا تفرَّعت الطريقة إلى (طرق) فرعية، ينتسب كل فرع منها إلى الشاذلى - أولاً - ثم إلى الشيخ الفرعى المقتبس من الشاذلى .

ويجمع بين تلك الفروع ، التقديرُ العظيم - والمبالغ فيه أحياناً - للشيخ أبى الحسن

، كما تجمعهم تلك (الأحزاب) التى أوردناها فيما سبق، وقبل ذلك وبعده: التمسك بظاهر الشريعة الإسلامية ،

والجمع بين الفقه والتصوف؛ مثلما كان حال شيخهم الشاذلى ، الذى أُثر عنه قوله :

حسبك من العلم ، العلم بالوحدانية، ومن العمل تأدية الفرائض مع محبة الله ورسوله واعتقاد الحق للجماعة،

فإن المرء مع من أحب، ولو قصَّر فى العمل .

وهناك سمةٌ خاصة بالشاذلية ، هى أنهم على اختلاف الفروع التى ينتمون إليها،

لايرون فى التصوف باباً لإهمال المظهر الخارجى للصوفى،

وهم يقتدون فى ذلك بشيخهم أبى الحسن الذى كان يحسن لباسه ومظهره، ويأخذ زينته عند كل مسجد،

ويتحلَّى دائماً بالثياب الحسنة ، قائلاً : اعرف الله، وكن كيف شئت..

ومن الوقائع الدالة فى هذا الإطار، ما يرويه الشاذلية من أن أحد مريدى الشاذلى،

أراد أن يُظهر (التقوى) فراح يشرب الماء ساخناً فى يومٍ شديد الحر، وتَرَكَ الماء البارد ! فنهاه الشيخ أبو الحسن عن ذلك،

وقال : يابنى اشربْ الماء البارد ، فإذا حمدت الله استجاب كل عضو منك بالحمد لله .

وعلى هذا النهج الذى رسمه أبو الحسن الشاذلى ، سارت الطريقة الشاذلية من بعده ثمانية قرون،

حفلت فيها بما لاحصر له من كبار المشايخ الذين انتسبوا لهذه الطريقة، مثل

: ياقوت العرشى ، والبوصيرى ، وأبى المواهب الشاذلى ، وأبى العزائم ماضى .. وفى الإسكندرية ،

حيث مسجد الخليفة الأول للشاذلية (أبى العباس المرسى) جماعة من كبار مشايخ الشاذلية، مدفونين فى مساجد محيطة بمسجد (المرسى) الكبير .

ومن الفروع المشهورة للشاذلية ، فى مصر :

العزمية ، البكرية، السلامية، الخواطرية ، الجوهرية ، الوفائية ، الحامدية، الفيضية، الهاشمية ، السمانية ، العفيفية، العروسية . . وغيرها.

فى بلاد المغرب : الجازولية ، الدرقاوية ، الناصرية، العيسوية، الصداقية، الزَّرُّوقية ، الحمادية ، الخضرية ، التابعية .. وغيرها .

وبعض هذه الفروع، انبثق مباشرةً من الطريقة (الأم) وبعضها الآخر انبثق عن (فروع) من فروع الطريقة .

. وكلهم للشيخ أبى الحسن الشاذلى منتسبٌ، وكلهم من رسول الله ملتمسٌ .


المصادر والمراجع

1- ترمنجهام : الفرق الصوفية فى الإسلام، ترجمة د. عبد القادر البحراوى (دار النهضة العربية-بيروت 1997)

2- د. عامر النجار : الطرق الصوفية فى مصر، نشأتها ونظمها وروادها (دار المعارف - القاهرة ، الطبعة الثالثة 1986)

3- د. عبد الحليم محمود : المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلى (دار الكتب الحديثة ، القاهرة)

4- عمر كحالة : معجم المؤلفين (مؤسسة الرسالة - بيروت 1993)

5- د. عبد المنعم الحفنى : الموسوعة الصوفية (دار الرشاد - القاهرة 1992)

6- ابن عياد : المفاخر العلية فى مآثر الشاذلية (مكتبة الكليات الأزهرية- القاهرة 1412هـ)

7- المناوى : الكواكب الدرية فى مناقب السادة الصوفية، تحقيق د. عبد الحميد صالح حمدان (المكتبة الأزهرية للتراث - القاهرة 1994)

8- ابن منظور : لسان العرب (دار لسان العرب - بيروت)

.. كما يمكن الرجوع إلى : درة الأسرار ، لابن الصباغ - لطائف المنن، لابن عطاء الله السكندرى - الأعلام ، للزركلى - معجم المؤلفين ، لكحالة - طبقات الشعرانى - السلسبيل المعين فى الطرائق الأربعين، للسنوسى (مخطوطة بمكتبة بلدية الإسكندرية)


----------

(1) السلسلة : مصطلحٌ صوفىٌّ يراد به عملية تلقى المشايخ ، سابقاً عن سابق وتنتهى السلاسل الصوفية -غالباً- عند الإمام علىّ بن أبى طالب .

(1) ابن عياد : المفاخر العلية (مكتبة الكليات الأزهرية - القاهرة 1412 هـ) ص 3 :4.

(2) المرجع السابق ، ص 10.

(3) يُعرف هذا النوع من حوار الصوفية مع ربهم ، بالمخاطبة .. ويسمى بالخطاب الفهوانى وهى كلمة مشتقة من قولهم فاه إذا تكلم . راجع بخصوص ذلك ، الفصل الثالث من كتابنا : المتواليات ، دراسات فى التصوف (الدار المصرية اللبنانية - القاهرة 1997)

(1) المقصود بالخروج عن (العلم والعمل ) التجرُّد التام من العلائق الدنيوية والتهيؤ للفيوضات والمعارف الربانية .

(2) انظر نص الرواية فى: درة الأسرار ص 23 - المفاخر العلية ص 12- المدرسة الشاذلية ص 22.

(1) المفاخر العلية ، ص 11.

(2) المدرسة الشاذلية ، ص 26.

(1) المرجع السابق ، ص 30.

(2) حدَّثنى السيد الفاضل / حسن عباس زكى، وهو من أعلام الشاذلية فى مصر ، أنهم انتهوا مؤخراً من تجديد (مقام) الشيخ ، وعبَّدوا الطريق المتجه إليه .

(3) نسب عمر كحالة إلى الشيخ : الاختصاص من القواعد القرآنية والخواص ،

رسالة الأمين لينجذب لرب العالمين ، السر الجليل فى خواص حسبنا الله ونعم الوكيل = ال

جواهر المصونة واللآلى المكنونة ، كفاية الطالب الربانى لرسالة أبى زيد القيروانى ،

المقدمة العزية للجماعة الأزهرية (معجم المؤلفين 2/468) ..

وفى صحة نسبة هذه المؤلفات للشيخ ، نظرٌ ! ولعلها من إملاءات الشيخ .. غير أن تلامذته المباشرين ، لم يذكروها .

(1) ابن منظور : لسان العرب (مادة : وِرْد)

(1) سورة الأحزاب ، الآية 13.

(2) سورة مريم ، الآية الأولى .. وللصوفية فى هذه الحروف - أوائل السور - مباحث مطولة ، ومكاشفات .

(3) سورة يس ، آية 66، 67 .

(4) سورة يس ، الآيات الأولى .

(1) سورة الرحمن ، آية 19 ، 20 .

(2) سورة غافر ، الآيات الأولى .

(3) سورة البقرة ، آية 137 .

(4) سورة البروج ، آية 21، 22.

(5) سورة يوسف ، آية 64 .

(6) سورة الأعراف ، آية 196.

(1) سورة التوبة ، آية 129.

(2) سورة الأنعام ، آية 54.

(3) سورة الأنعام ، آية 101 : 103.

(1) سورة طه ، الآيات الأولى .

(1) سورة البقرة ، آية 255 (آية الكرسى)

(1) سورة الأعراف ، آية 23.

(2) سورة البقرة ، آية 255.

(3) سورة المؤمنون، آية 115 : 118.

(1) سورة غافر ، آية 65.

(2) سورة الأحزاب ، آية 56.

(3) سورة الصافات ، آية 180 : 182.

(4) هناك طبعات لاحصر لها لهذه الأحزاب الثلاثة .. وقد اعتمدنا هنا ،

على الصورة التى أوردها بها الدكتور عبد الحليم محمود فى كتابه المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلى

(دار الكتب الحديثة ، القاهرة ، بدون تاريخ)

(1) المناوى : الكواكب الدرية فى طبقات السادة الصوفية ، ت

حقيق د. عبد الحميد صالح حمدان (المكتبة الأزهرية للتراث - القاهرة 1994) ص 127.

(2) د. عبد المنعم الحفنى : الموسوعة الصوفية (دار الرشاد - القاهرة 1992) ص 230.

(1) راجع الحصر الذى قام به كل من : ترمنجهام (الفرق الصوفية ص 409 وما بعدها )

عامر النجار (الطرق الصوفية ص 211 ، 212 ) .. وكلا الحصرين يحتاج لمراجعة ،

حيث تتداخل الفروع مع طرق أخرى ، وتتشابه التسميات .. ولاتزال (الفروع الشاذلية)

بحاجة إلى دراسة خاصة توضِّح تشعُّباتها وسمات كل فرعٍ منها .

-------
السيد عبد الرازق
--------
و صلي الله علي سيدنا محمد و علي آله و صحبه و سلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخليفة - ابو العباس المرسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ركن الطرق الصوفية :: الحامدية الشاذلية - ســيدى ســلامة الراضــى-
انتقل الى: