هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الطَّـريقةُ الشَّـاذُلِيـَّـةُ فى الإِسْكندريةِ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أمير جاد
خادم المنتدى
أمير جاد


عدد الرسائل : 477
تاريخ التسجيل : 06/01/2008

الطَّـريقةُ الشَّـاذُلِيـَّـةُ فى الإِسْكندريةِ Empty
مُساهمةموضوع: الطَّـريقةُ الشَّـاذُلِيـَّـةُ فى الإِسْكندريةِ   الطَّـريقةُ الشَّـاذُلِيـَّـةُ فى الإِسْكندريةِ I_icon_minitimeالسبت يناير 19, 2008 10:13 am

الطَّـريقةُ الشَّـاذُلِيـَّـةُ فى الإِسْكندريةِ

الشَّاذُلِيـَّـةُ هى أشهر الطرق الصوفية بمصر والمغرب ،

تصل فروعها اليوم - فى مصر وحدها- إلى قرابة تسعين فرعاً ..

لكل فرع منها شيخ فرعى كان بمثابة نقلة نوعية فى هذا الفرع الشاذلى أو ذاك

- أو هو بعبارة صوفية : محطة أنوار فى الطريق - ومع ذلك فكل هذه الفروع ،

تنتمى فى النهاية إلى الشيخ أبى الحسن، وكلها بدءت من الإسكندرية .

مؤسِّسُ الطريقةِ

يُعدُّ كتاب المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية لأحمد بن عيَّاد،

من أوفى المصادر التى ترجمت للشيخ أبى الحسن الشاذلى مؤسس الطريقة الشاذلية .

وقد أوضح ابن عيَّاد فى مقدمة كتابه ، السبب الذى دعاه إلى تأليف الكتاب ،

فقال : لما كان كل مَنْ انتسب إلى شيخٍ من مشايخ الطريقة وأعلام الحقيقة،

ينبغى له أن يعرف مبنى طريقة شيخه، ويعرف أذكار شيخه، وأوراده، وكراماته، ومناقبه، ونسله، وسلسلته،

ونسبته، وصفته؛ لتزيد فيه رغبته ، وتتأكَّد محبته، ولتتضح له طريقته، فيقتفى أثره،

فيها ويستعمل ما وصل إليه من أذكاره وأوراده وأحزابه ، أو ما تيسَّر له وقدر عليه، ليكون داخلاً معه،

بقدر ما عرف منه وأخذ عنه ؛ وإن مَنْ انتسب إلى أحد أئمة الشريعة أو الطريقة ،

من غير معرفة كلامه فيها، فليس له من تلك النسبة إلا اسمها فقط .. سألنى بعض المحبين المنتسبين لسيدنا العارف المحقق ،

القطب الغوث الفرد الجامع، السيد أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه، الراغبين فى طريقته ،

لأن طريقته من أوضح الطرق وأشهرها ، وأنورها وأقربها وأيسرها -كما سترى وصفها ..

أن أجمع له فى هذا الكتاب، وصف الشيخ رضى الله عنه، ونسبته وبلدته التى وُلد بها،

ورحلته، واجتماعه بأشياخه، وسلسلته ، وبعض كراماته ومناقبه ووفاته ، ومحل دفنه، ومبنى طريقته ،

وما فيها من كلامه، ومن كلام أصحابه، وأحزابه ، وأوراده وأذكاره، وما كان يعلِّمه لتلامذته فى المهمات ودائرته .

. فأجبته إلى ذلك ، مع قصر الباع وقلة الاطلاع، واستعنتُ بالله وأخذت ألتقطُ ذلك مِن كُتب السادة الشاذلية :

ككتاب درة الأسرار للأستاذ ابن الصَّبـَّاغ ، وكتاب لطائف المنن للأستاذ تاج الدين بن عطاء الله السكندرى

، وغيرهما، فرأيت كتاب درة الأسرار قد جمع غالب المقصود، ومنه أخذت أكثر ما فى هذا الكتاب،

إلا أنى زدتُ من غيره، ما يوفى بالسائل مما ليس موجوداً فى درة الأسرار فأخذت ذلك من الكتب المعتمدة ،

ورتبته على خمسة أبواب :

الباب الأول : فى مولده وبلدته ، وصفته ، ونسبته، ونقلته، وسلسلته فى طريق التصوف.

الباب الثانى : فى بعض مناقبه وكراماته .

الباب الثالث : فى وفاته وتاريخها ، وقدر سِنِّه، وموضع مزاره.

الباب الرابع : فى مبنى طريقته ، وكلامه فى الطريق ، وكلام بعض أصحابه فيها.

الباب الخامس : فى أحزابه ودعواته وأذكاره وأوراده وما كان يعلِّمه لأصحابه فى المهمات ،

وذكر دائرته التى فيها أسراره المسماة بسيف الشاذلية؛ ليكون فى هذا الكتاب نوع من تعريف السلوك إلى الله،

وهو المقصد الأعلى ونـوع مما يحصـل به المرغـوب ، ويدفـع به المرهوب ، من أمور الآخـرة والدنيـا،

فيكون جامعاً للمطالب، كافياً للطالب .

وقد أشار ابن عيَّاد هنا، إلى المصادر القديمة لدراسة الشاذلية ، ويمكن أن نضيف إليها من الدراسات الحديثة ،

كتاب المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلى للدكتور عبد الحليم محمود ..

وكل هؤلاء المؤلِّفون -القدماء والمحدثين- من الشاذلية المعروفين على امتداد تاريخ الطريقة .

ووفقاً لما اتفقت عليه هذه المصادر والمراجع، فإن مولد الشيخ أبو الحسن فى قرية (غمارة) القريبة من سبته بالمغرب ،

فى حدود سنة 593 هجرية . وكان من الأشراف ، فهو :

أبو الحسن على بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصى ...

بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب .

واشتهر الشيخ بالشاذلى، وهى نسبة إلى قرية شَاذُلةَ بالمغرب ..

وإن كان الشيخ لم يولد بها ! ويورد الشاذليةُ فى تعليل هذه النسبة ، حكايةً عن شيخهم. يقولون

: سأل الشيخ أبو الحسن ربه : يارب ، لم سميتنى بالشاذلى ولستُ من شاذلة ؟ فأجابه عز وجل

: لست (الشاذلى) من شاذلة، ولكنك (الشاذُّ -لى) ولذا سميتك الشاذلى !

وبدأ الشاذلى حياة التصوف بالسياحة فى الأرض طلباً لشيخٍ يأخذ عنه الطريق، فارتحل من المغرب إلى تونس ومصر والشام والعراق ،

والتقى فى بغداد بالشيخ الرفاعى الكبير : أبى الفتح الواسطى .. ويروى الشاذلية عن شيخهم :

لما دخلتُ العراق، اجتمعت بالشيخ الصالح أبى الفتح الواسطى، فما رأيتُ بالعراق مثله،

وكان بالعراق شيوخ كثيرة، وكنت أطلب (القطب) فقال لى الشيخ أبو الفتح :

تطلب القطب بالعراق ، وهو فى بلادك ، ارجع إلى بلادك تجده! فرجعتُ إلى بلاد المغرب ،

إلى أن اجتمعتُ بأستاذى الشيخ الولى العارف الصديق القطب الغوث أبى محمد عبد السلام بن بشيش، الشريف الحسنى.

فلما قدمت عليه ، وهو ساكنٌ مغارة برباطه فى رأس الجبل، اغتسلتُ فى عينٍ أسفل الجبل، وخرجت من علمى وعملى ،

وطلعت إليه فقيراً، وإذا به هابطٌ علىَّ، فلما رآنى قال : مرحباً بعلىِّ بن عبد الله بن عبد الجبار، وذكر لى نسبى إلى رسول الله r

ثم قال لى : ياعلىُّ طلعت إلينا فقيراً عن علمك وعملك، فأخذت منا غنى الدنيا والآخرة ..

فأخذنى منه الدهش، وأقمتُ عنده أياماً، إلى أن فتح الله على بصيرتى .

وشيخ الشاذلى (عبد السلام) يعرف بابن بشيش ، وبابن مشيش . وهو اختلاف نشأ عن ظاهرة الإبدال اللغوية ،

حيث يُستبدل الحرف بحرفٍ آخر تسهيلاً لنطق الكلمة. وقد أشار لذلك ، ابنُ عيَّاد،

بقول: وأما أبو عبد الله السيد عبد السلام بن بشيش ، فهو من أجلِّ مشايخ الشيخ أبى الحسن الشاذلى،

وعلى يديه كان فتحه، وإليه كان ينتسب إذا سُئل عن شيخه ؛

وهو : سيدى عبد السلام بن بشيش ، واشتهر فى الغرب بمشيش ، وهو من إبدال الحرف بأخيه،

فقد قال الشيخ محى الدين عبد القادر بن الحسينى بن على الشاذلى فى كتابه الكواكب الزاهرة فى اجتماع الأولياء بسيِّد الدنيا والآخرة :

ابن بشيش، بالباء الموحدة، بن منصور بن إبراهيم الحسنى الإدريسى ، من ولد إدريس بن عبد الله ..

ومقامه بالمغرب كالشافعى بمصر ، وهو أخذ عن القطب الشريف السيد عبد الرحمن الحسنى المدنى العطار الزيات .

وعلى يد ابن بشيش (مشيش) سلك أبو الحسن الشاذلى طريق الصوفية،

وفقاً لمنهج أستاذه الذى جمع بين الشريعة والحقيقة ، والذى ظل يوصى تلميذه الشاذلى ،

ملخِّصاً له معالم الطريق ،

بقوله : الزمْ الطهارة من الشرك ، كلما أحدثت، تطَّهرت من دنس حب الدنيا ؛ وكلما ملت إلى الشهوة ،

أصلحت بالتوبة ما أفسدت بالهوى . وعليك بمحبة الله على التوقير والنزهة، وأدمنْ الشرب بكأسها مع السكر والصحو،

كلما أفقت أو تيقظت ، شربت؛ حتى يكون سُكرك وصحوك بالله، وحتى تغيب بجماله عن المحبة وعن الشراب والشرب والكأس ،

بما يبدو لك من نور جماله وقدس كمال جلاله .

ويروى الشاذلية ، أن الشيخ عبد السلام بن بشيش (مشيش) رسم لتلميذه أبى الحسن، الطريق .. فبعدما تمت الصحبة ،

قال له : ياعلى ، ارتحل إلى أفريقية، واسكن بلداً بها تسمى بشاذلة ،

فإن الله عز وجل يسميك الشاذلى، وبعد ذلك تنتقل إلى تونس ،

ويؤتى عليك بها من قبل السلطنة، وبعد ذلك تنتقل إلى أرض المشرق ، وبها ترث القطيبة..

فقال أبو الحسن لأستاذه، بعدما تهيَّأ للرحيل : أوصنى.

قال الشيخ عبد السلام :

يا علىّ ، الله الله ، والناس الناس، نزِّه لسانك عن ذكرهم، وقلبك عن التمايل من قِبَلهم،

وعليك بحفظ الجوارح، وأداء الفرائض، وقد تمت ولاية الله عندك، ولاتذكرهم إلا بواجب حق الله عليك ..

وقل اللهم ارحمنى من ذكرهم، ومن العوارض من قِبَلهم، ونجنى من شرهم ، واغننى بخيرك عن خيرهم،

وتولّنى بالخصوصية من بينهم ؛ إنك على كل شىءٍ قدير .

وسـار أبو الحسن على هدى أستاذه، واستقر به المقام حيناً بتونس ، وزار مصر،

ثم عاد إليها ليلتقى به - فى تونس- تلميذه الأشهر : أبو العباس المرسى..

ثم ارتحل الشاذلى ومريدوه إلى مصر ، فأقام بها زمناً ، وتولى التدريس بجامع العطارين بالإسكندرية وببعض مساجد القاهرة ..

وقيل: إنه شارك المصريين فى الجهاد ضد الصليبين فى موقعة المنصورة التى أُسر فيها لويس التاسع ..

وطاب له المقام بمصر ، حتى كانت سنة 656 هجرية، حيث نوى الشيخ الحج ،

فاتجه لركوب البحر (الأحمر) للعبور إلى الحجاز، لكنه توفى ببلدة تسمى حميثرة بصحراء عيذاب ،

بجنوب شرق مصر، ودُفن حيث توفى، ولايُزال قبره قائماً يزار، إلى اليوم ..

وخلفه أبو العباس المرسى فى مشيخة الطريقة الشاذلية .

ولم يترك الشيخ أبو الحسن الشاذلى كتباً ، وكان يقول : كُتبى أصحابى!

وقد كان له عددٌ كبير من الأصحاب والمريدين والمحبين حافظوا على تراثه الروحى ..

ولاتزال بأيديهم (أحزاب ) منسوبة إلى الشيخ أبى الحسن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الطَّـريقةُ الشَّـاذُلِيـَّـةُ فى الإِسْكندريةِ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ركن الطرق الصوفية :: الحامدية الشاذلية - ســيدى ســلامة الراضــى-
انتقل الى: